الخميس، 3 ديسمبر 2009

يا وَد يا طاقة حروف .. أديني مترين من غنا

يا وَد يا طاقة حروف ..
أديني مترين من غنا


قسمني للجُهَّال أمان ..
وللبنيات بالعديل
فستان حرير ..
مشغول مطرز بالفرح
أطرافو بالبهجة بتزغرد وتنتشي


وزعني لي كل البيوت
منديل عشم ..
لكل خالة وكل أم
لفلفني في الراس زي عمم
هامات فخار .. جود وكرم
ما انسد بابهم في الوشي


غطيني بالسمحة أم عجن
طرحة حيا وكم توب خجل
أو قرمصيص .. ساعة رقيص
اتنادوا اتلموا الاهل
"عريسنا ورد البحر..
وقطع جرايد النخل"
جاييك مجرتق بالوفا
جاييك بتوب العز قدل
بالريحة قومي ورشرشي


يا ود غنا ..
وترا يدندن في الخيال
لملم خيوط حرفك تعال
نورا كاسيها الدلال
راجياك تطل زي الهلال
يضوي ليلاتنا ف عشي


"إهداء إلى صديقي ياسين .. حبيب نورة"

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

حاريصا ... بعض حنينٍ وشجن




"ع اسمك غنيت ع اسمك رح غني
ركعت و صليت و السما تسمع مني
عَ تلالك عَ جبالك ... ركعت و صليت
هون السما قريبي تسمعنا يا حبيبي"


ينساب صوت فيروز بكل هدوء وخشوع وقوة .. يتغلغل في داخلي ويستقر فيها ..
ويتخلل مساماتي ويسكنها .. يسافر بي عبر المدى ويحملني كما الغمام إلى حاريصا ..
تلك البقعة التي فتنتني .. وسلبت لبي .. وتركتُ فيها روحي تهيم مع السحب وتحلق كما الغمام ..
هناك حيث يقف تمثال سيدة لبنان شامخاً .. يحكي عظمة وشموخ قطعةٌ من الجنة أوجدها الله في الأرض ..


أسميناها لبنان ...




************************************************************


حاريصا ... قريةٌ وادعة .. تحتل مكاناً علياً على جبل لبنان ..
وتطل ببهاء وأناقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ..
حيث يحملك "التلفريك" في رحلةٍ ساحرة من أعلى الجبل،
ويمر بك عبر أشجارٍ حفرت لنفسها مكاناً بين الصخور واستقرت
وشكلت لوحةً بديعة خضراء تبعث على الإبتهاج والراحة والسكينة ..
فتنسى أنك معلقٌ بين السماء والأرض ..




ويأخذك بصرك إلى البعيد .. إلى البحر ..
وموجه يتكسر على شواطيء جونيه بكل عنفوان واصطخاب ..
وحين يلامس مقدم الأمواج الشاطيء الرملي ..
كأنه محبوبٌ .. مس كف حبيبته بكل حبٍ وشوقٍ وحنين ..
كم حكيت له دون أن أنطق بحرفٍ واحد .. وكم أصغى لي وربت عليً ..
إنّ ما بيني وبين البحر .. سرٌ كبير .. لن يُسبر غوره .. ولن تُفك طلاسمه..
تمنيت أن أبقى هناك عند البحر .. أحدثه ويحدثني ..
أسمعه أشجاني وأغسل في مائه أحزاني ...



************************************************************




أسبوعٌ من عمر الزمان .. مرً كثوانٍ قليلة .. إجتمعنا من كل حدبٍ وصوب ..
شبابٌ يحملون في عيونهم التصميم والعزم
على أن يجدوا "حلولاً جديدة لمشاكلٍ قديمة" تكتنف مجتمعاتنا العربية قاطبة ..
كان الهم المشترك بين العراق وسوريا والسودان ومصر
والمغرب والأردن ولبنان والبحرين والسعودية واليمن،
رغم إختلافات الأهواء والإنتماءات والمشارب والثقافات ..
ان نجلس على طاولة الحوار نتفاكر ونتشارك الخبرات ونتبادل الآراء والمقترحات ..
تحت إشراف أساتذة أجلاء قدموا مقاربات متميزة عن كل ما يشغل المنطقة العربية ويؤرقها ..
بل قد يقضُّ مضجعها .. فما بين "ظاهرة الإرهاب وإشكالات التنشأة الإجتماعية في الأقطار العربية"
مروراً "بالفكر السياسي الإسلامي" .. وتعريجاً على "ثقافة السلام"
و"الإعلام ودوره في إعادة تشكيل المنظومة القيمية وترسيخ المفاهيم الديموقراطية والليبرالية"
مع إستحضار "الهوية: الحاضر الغائب في أزمة المجتمعات العربية"
وإستعراض "إشكالية المعرفة والنمو الإقتصادي في العالم العربي"
والخروج بأطروحات وتوصيات "ورشة الحرية" مع "الثابت والمتحول في الثقافة العربية المعاصرة"
و"العدالة الإنتقالية والتحول في الديموقراطية"
وختاماً "بموقع النساء من منظومة الديموقراطية في المنطقة العربية"...
بدأت فعاليات الجامعة الصيفية لمنبر الحرية وانتهت ..
فتنوعت المشاركات .. واختلفت الآراء وتباينت الأطروحات والرؤى ..
وبقي الحب والإحترام .. يجمع كل المشاركين ..
ويلفهم برباطٍ من الإلفة والمودة ...




************************************************************




كان لسحر المكان تأثيراً عظيماً على جميع من كانوا هناك ..
فتسامت الأرواح وتآلفت وكأن ما بينها موجود منذ أمد بعيد ..
وصعب على تلك القلوب التي إجتمعت أن تفترق وإن كان فراقاً جسدياً ..
وستظل ذكرى حاريصا باقية وخالدة في الأذهان ما حيينا ..
وستبقى تلك الأيام محفورةً في أعمق أعماق الحنايا .. وفي سويداء الفؤاد ..
وسيظل الشوق إلى حاريصا يتأجج في القلب دوماً ..


وحنينٌ خاص لصديقتي ورفيقة غرفتي "عربية الجنابي" من العراق ..
وبيتٌ عالق لقصيدة لم تكتمل بعد ..


"عربٌ" يتيه الحسن في قسماتها *** والفجر يأخذ من سناها فيبرقُ





************************************************************




نُشر هذا المقال ..
اليوم الخميس الموافق 15 أكتوبر 2009
بالمشهد الثقافي لجريدة الأخبار

الأحد، 2 أغسطس 2009

حــرفٌ ... جـــرحٌ ... وحـنـيـن

يا لهفي على حرفٍ ...
توشح حزنه ...
ثم إنزوى
ثم إنتقى ..
ركناً قصيَّاً في الحنايا...
ما بالها الأرواح ...
يغشاها التعب
مابالها الأوجاع ...
تجتاح العصب
مابالها الشمس الحبيبةُ ...
تنتحب

ياوجعاً تمرد وانتفض ...
ياحرفاً تعرى وارتعد ...
يانصلاً يعانقه الجسد ...
رفقاً بنا
فالقلب أثقله أنينُ الروحِ ...
أفجعه رحيلُ الضوءِ
أشقاه غياب اللون ...
من ذاك البلد


من لي بحرفٍ
لا ينوء بحمله ..
من لي بحرفٍ
يبتسم
من لي بشوقٍ
لا يصير إلى عدم
من لي بروحٍ
تسمو على ذاك السقم
من لي بقلبٍ
لا تثخنه الجراحَ ...
ليس يضنيه الألم


أوااااهٍ ...
ياحرفيَ الموجوع ...
يابعض حنين
ما عاد يجديك الأنين
إمسح دموعك ...
إرتدي الثوب القشيبَ ...
افرد شراعك يا سفين
أمخر عباب الجرحِ ...
شق عتمة الألم الدفين
إرفع نداءك عالياً ..
أسمع صراخك ...
كل العالمين
ما عاد يجديك الأنين
إفتح نوافذ الأمل البهيِّ ...
إستقبل الفجر المبين
إلعق جراحك ...
وانسى يومكَ ...
ذاك الحزين

الاثنين، 25 مايو 2009

إضافة بنكهة الحنين


وأضفتك نكهةً لحروفي علها تتلون بك ...
فقد إكتسحها اللون الرمادي ... وغطى أفقها ...
ونامت ..

أضفتك سكراً لفنجان روحي ... لتعطيها بعض حلاوة...
وكل لذةٍ وإشتهاء ...
فتسامت ...

أضفتك معطفاً ... يقيني برد الحنايا وصقيع المشاعر ...
أضمه إلي ... بحنوٍ وقوة ... إشتعلت عواطفي ...
وترامت ...

أضفتك إلي ... أسكنتك مساماتي ... مزجتك في دمائي ...
كنتني ... وشكلتك في وجداني ... نغماً ولحناً ووتراً فريداً ...
وأنشدتك أغنيةً ... صدحت في كياني ...
وتعالت ...


الثلاثاء، 19 مايو 2009

رحـــــيــــــــــــــل

وحيد وسط الخلق والناس

لا زولاً يقول كيفك

ولا طيفاً يسامرك ليل

حزين مكسور جناح خاطرك

لا طرفاً يحن يغشاك ...

لا روحاً تقاسمك ويل

بعيد تايهات شراعاتك

لا قمراً يضويلك ...

لا نجمات سماك دليل

دموعك سايلة في خدك ...

لا كتفاً سند راسك ...

لا كفاً صبح منديل

براك يا قلبي مين يطراك ؟!!

لا نبضك صبح مسموع

لا قلباً عليك يميل

تجرع في كؤوس حزنك ...

لا بتقدر بلاهو تعيش ...

تشيل الهم وليكَ يشيل

خلاص فارق خطاهم فوت

لا أسفاً عليك ببقى ...

لا بيوجع عليك عويل

وحيد أرحل بلا ذكرى ...

وخلد ذكرتك في النيل

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

شبابيك الحنين

أفتح شبابيك الحنين
وادخل عليك زي الشعاع

شايلاها أشواق السنين
رامياها صفحات الضياع


ألقاك عشم مالي الدروب

أرجاك نغم حاني وطروب

ممدودة كفك بالأمان

الكان زمان قايلاهو ضاع


أدسّ فيك...

أسكن عيونك والعصب

أنسى التعب

القاهو قلبك لي وطن

حضن وملاذ

سكة سعادة كاسيها الفرح

في دروبا شاع


أمشيها خطواتي القبيل

وقفت كتير

في سكة الضنى والعذاب

توصل معاك

تعبر بحور الريدة والفرح التساب

كفيك على المجداف تحن

وايدي معاك ماسكة الشراع

ويــنِــك؟؟!!

غايبة لكن روحي حاضرة
داخرة أشواقي المسافرة
لي عيون بالريد بتنطق

جاني صوتك كالنسايم
شايلة أشواقو الحمايم
بي جناحاتا بتصفق

جاي يسأل عن غيابي
عن معاناتي وعذابي
عن هموم قلبي البتحرق

جاي يسأل عن شجوني
عن جراحاتي وأنيني
عن شموسي المابية تشرق

إلا صوتك لما جاني
بالفرح والريد كساني
كفكف الدمع المدفق

جاني بالآمال يغني
وبالحنان يملاهو دني
نرشف الحب المعتق

نزرع الريد في دروبنا
نمسح الهم من قلوبنا
تصفى دنيانا وتروِّق

الاثنين، 13 أبريل 2009

حـــصـــار

وتركتني...


يا أُنسَ الزمان


بلا غطاءٍ أو دثار


وأحاطني بؤسٌ


كبَّل ساعدي


قلبي... وكلَّ جوانحي


ورماني في لجّةِ الأحزان


ترميني موجةٌ...


أخرى تهدهدني...


أقاومُ التيار


فأفلت من حصار الموجِ...


أجد الموج أفلته الحصار


الأربعاء، 8 أبريل 2009

حـــالـــة حــــــــب

فصل الجفاف فاتنا ورحل


إخضرّ وادينا الوريف


فاحت زهور الروض عبير


أشجارو زادت في الحفيف


أطيارو بالنشوة امتلت


غنت تنادي على الوليف


وأنا بيكَ أكواني إزدهت


وفؤادي زايد في الوجيف


دنيايَ صبحت دنيا غير


مزدانة بالحب العفيف


يا أغلى من روحي ودماي


ليك القلب قصراً منيف

السبت، 4 أبريل 2009

أنا بشبهك!!!!

أنا بشبهك...

ما إنت...

أنا

بيكَ حياتي مدوزنة

بنزل حنينك زي مطر..

راجياهو كمينك سنة

عطشانة ليك كل الجروف

محزونة قاعدة ممحنة

مشتهية نسماتك تمر

ريحة دعاشك تسكنا

كل الحروف يا قوس قزح

هيمانة بيك متلونة

شايلاها أوتار الحنين

وأنغام مشاعر ودندنة

غـــيـــم الشـــــوق

وانا في انتظارك ..
إرتكزت على القمر
دوبيت مواويل الوجع
واللهفة والشوق اللهب

تاكيت شبابيك الحنين
ناديت نجيمات الشجن
والآهة والشقا والتعب

حنت غيوم الشوق ...
مرقت ضفاير الليل
بتنادي هوي يا قمر

(يا قمرة ...
اقلبي السنسنة الحمرة ...
شوفي الحبيب ما جا)
او جانا منو خبر


جانا القمر حفيان
سايق مواجعو سهر


شايل مواعيدك
مهدود وحيلو فتر


ورجعت غيوم الشوق ..
مرقت ضفاير الليل
بتنادي هوي يا قمر

(يا قمرة ...
اقلبي السنسنة الحمرة ...
شوفي الحبيب ما جا)
أو جانا منو خبر

الاثنين، 30 مارس 2009

مصطفى ... الصوت والشجن





لا أدعي معرفتي بالفنان الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد، معرفةً تامة لدرجة أن أقوم بتشخيص حالته الفنية أو الإنسانية، بقدر ما أعرف أنه فنان يحرك في داخلي أشياء كثيرة... ففي صوته ذلك الشجن الذي تحس معه بالنشوة حيناً، وبالفرح حيناً آخر، وتتوه معه في الدموع والعذاب أحايين كثيرة... صوت مصطفى يمثل لي كل الحالات والإنفعالات الإنسانية التي تمر بي... فحين أحس بالتوهان ألوذ بصوته وأستنجد... وحين أحس بالفرح أهرع لصوته وأبشره... وحين أحس بالحزن والعذاب أرتمي في حضن صوته الدافيء فينسيني ما بي من أسىً وشجن... وحين تشتد بي لوعة الشوق أحس في صوته المعين لتحمل نار البعاد...

مصطفى حالة متفردة من الإبداع قل أن يجود الزمان بمثلها... كنت وما زلت أتتبع خطاه للتعرف عليه أكثر وأكثر... سمعته أول مرة وأنا أستكشف الغناء السوداني الذي لا أعرف ملامحه جيداً في ذلك الحين... إلا من خلال وردي ومحمد الأمين وسيد الخليفة وصلاح بن البادية –بحكم إستماع الكبار من حولي لهؤلاء- ... وكنت أعتقد أن الفنانين السودانيين ينحصرون في هؤلاء فقط... وبضع آخرين متفرقين يعدون على الأصابع... بدأت أكتشف ملامح صوته ومفرداته التي كانت عصية علي نوعاً ما... أحسست بشيء ما يشدني إليه... شيء غامض لا أفقه ما هو... ما زلت أذكر صوته يشدو:


بلابل الدوح ناحت على الأغصان

طرب وسرور مالت فريع البان


وقلت في نفسي إن في هذا الصوت سرٌ ما... سرً غامض ... ويجب علي أن أكشف ما هو... ظللت أتقصى بعض الأخبار هنا وهناك... وأشنّف آذاني كلما عبرت سيرته في مكانٍ كنت فيه... حتى أيقنت أنه هو الذي يجب أن يكون من أسمع ولا غيره...

بعض أخبار عن إنتمائه السياسي لم أفهمها... كانت سبباً في سخط البعض عليه... ربما لإنتمائهم إلى كيانات أخرى... ولكن هذا لم يهز من المكانة التي وضعته فيها... فما كنت بعد أفهم السياسة وأشياءها... وكان صوته وحرفه وموسيقاه هي الهدف الوحيد... فما يفعله في حياته الخاصة وإنتماءاته رهن به وحده ولا دخل لي فيها... ما دام هو مواصلُ في إبداعه الذي يسكرني... وما زلت عند رأيي أن إنتماء الفنان لأي كيان سياسي ما لا ينفي كونه مبدعٌ بشكلٍ أو بآخر... رببما يختلف معي البعض في هذا... ولكن يجب أن نتعامل مع كل حالة عى حدة.

هذه الحروف ليست بحثاً في صوت مصطفى وأغنياته... بقدر ما هي محاولة للبوح "بالريدة" والعشق لهذا المتفرد الذي رحل وأنا في أشد الحوجة له ولصوته وأغنياته... ولكن يبقى العزاء في أنه خلد فينا بما خلفه من إرثٍ، وأعني بالإرث تلك الدروس والعبر التي تحتويها أغانيه إن كانت في النضال أو الحب والعشق أو في أي منحى من مناحي الحياة المختلفة...

سيظل صوت مصطفى باقٍ يرن في آذاننا ما بقينا... وسيظل ذلك المحرك لكل المكنونات المعرّفة والمجهولة بالدواخل الإنسانية عبر كل الأزمان...


مصطفى...

أحبك

وكفى